RSS

من مواقف النبوة..[5]

03 أوت

Like This!

لقد ربى الله عز وجل أنبياءه فأحسن تربيتهم، وعلمهم فأحسن تعليمهم، لأنهم قادة الأمم، وهم الأسوة الحسنة لمن خلفهم من العباد،

ومن سائر الأنبياء الذين رباهم الله عز وجل خاتم الأنبياء والمرسلين،

وسيد الأولين والآخرين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم،

فقد علمه الله كيف يدعو، وكيف يناظر، وكيف يبلغ دين ربه،

فقال له: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ

وهذا ما كان عليه نبينا، فقد كان صاحب حكمة وموعظة حسنة، ومناظرة مميزة، وقد حصل له مع أهل الكتاب مناظرات، وحوارات، فكان خير مناظر، وأحسن محاور، ممتثلاً قول ربه سبحانه: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ…) الآية،

وقد كان يناظر وهو يعلم حال من يناظره، ويعلم شبهه ودينه وذلك له أثر في نفس الخصم، فقد جاءه عدي بن حاتم وهو يقول: "وَاللَّهِ لَوْلَا أَتَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا لَمْ يَضُرَّنِي، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا عَلِمْتُ"، فلما قابله النبي عليه الصلاة والسلام دعاه للإسلام، كرر عليه الدعوة، فقال عدي: "إِنِّي عَلَى دِينٍ"، فلم يسكت النبي صلى الله عليه وسلم، بل بادره بقوله: ((أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ))، فاستغرب عَدِي، فذكر له النبي عليه الصلاة والسلام أنه يفعل أموراً لا تحل له في دينه، فكان لهذا أثر إيجابي في نفس عَدِي، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يبادر عدياً بالسبب الذي يمنعه من الدخول في الإسلام فقال لعَدِي: ((أَمَا إِنِّي أَعْلَمُ مَا الَّذِي يَمْنَعُكَ مِنْ الْإِسْلَامِ، تَقُولُ إِنَّمَا اتَّبَعَهُ ضَعَفَةُ النَّاسِ))، فيرد على هذه الشبهة ببيانه ما سيصل له الإسلام من النصر والتمكين، وقد أسلم عَدِي ورأى حقيقة ما وعده النبي صلى الله عليه وسلم.

ويقابل عليه الصلاة والسلام يهود خيبر، فيسألهم أسئلة وهو على علم بها، فينبهر اليهود بما يرون من علمه بأمور ظنوا أنه لا يعلمها إلا هم، فكانت الحجة مع نبينا صلى الله عليه وسلم،

فمع الحكمة والموعظة الحسنة كان عليه الصلاة والسلام صاحب علم ودراية بما حوله، وما يحتاج إلى معرفته، وهكذا يكون من أراد اقتفاء خير الدعاة، وإمام المعلمين، وقدوة الناس أجمعين.

 

ها هم كفار قريش وقد أرسلوا أعلمهم

وهو عتبة بن ربيعة لمناظرته صلى الله عليه وسلم،

فأخذ يذكر ما عنده من الشبه،

والنبي عليه الصلاة والسلام منصت لما يقول،

نعم ينصت وهو يسمع الباطل أدباً منه مع من يناظره،

وليستوعب كل ما عند الخصم،

فيكون الرد شافياً كافياً،

ولعل هذا الخلق الرفيع يؤثر حتى في الخصم

فيكون سبباً لتنازله عما يعتقد،

فيستمر عتبة بن ربيعة بذكر ما كان عليه الآباء،

وأن هذا الدين –الإسلام- قد فرق الناس،

وتقاتلوا بسببه، وعرض على النبي عليه الصلاة والسلام المال والجاه وأجمل النساء،

والنبي يستمع إليه، ثم لما أراد النبي الكريم أن يبدأ

قال له: ((أفرغت؟))، قال: نعم،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم…))

من سورة فصلت حتى بلغ قول الله: ((فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود…))،

 فقال عتبة: حسبك، حسبك ما عندك غير هذا؟ قال: ((لا))، هنا نعلم عظمة القرآن، ونعلم ما فيه من الهداية والتبيان، وأنه الحجة البالغة، والدليل القاطع، والبرهان الساطع، ليعلم من أراد المناظرة أو المناقشة أنه كلما اتصل بكتاب الله كلما قويت حجته، وسمت رايته

]|..صـَـلوات الله ربي عليه ..|[

 
تعليق واحد

Posted by في 3 أوت 2010 بوصة مقالات

 

الأوسمة: , , , , ,

1 responses to “من مواقف النبوة..[5]

أضف تعليق